أعادت قمة “الناتو” بفيلنيوس إلى الواجهة، السؤال الذي تردد كثيراً في بداية الحرب على أوكرانيا: هل أصبحت روسيا أكثر أمناً بعد حملتها العسكرية على البلد الجار؟عندما اخترقت الدبابات الروسية الحدود فجر 24 فبراير من العام الماضي، في طريقها نحو كييف، كان الهدف المعلن للعملية العسكرية يتركز في “حماية المصالح الأمنية لروسيا” ومنع تطويقها عبر إبعاد شبح تمدد حلف الأطلسي على حدودها.
وكان من الواضح، أن رهان الكرملين يقوم على حالة الوهن التي يعيشها الحلف العسكري الغربي، الذي وصفه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حينها بأنه في حالة “موت سريري”، فأوروبا كانت منقسمة بشدة، تتذمر علناً من سياسات واشنطن.
واقتصادها بالكاد يواجه تداعيات وباء كورونا. كان الوضع مغري بالنسبة للرئيس فلاديمير بوتين الذي أنتظر الفرصة المناسبة للاقتصاص من الغرب، وربط بشكل مباشر قرار الهجوم على أوكرانيا مع تمنع الغرب عن منح بلاده الضمانات الأمنية التي طلبها قبل الحرب بأسابيع، ومنها ضمان حياد كييف وعودة الحلف إلى حدود تسعينات القرن الماضي، ما يعني تقليص حضوره العسكري في كل أوروبا الشرقية.
لكن الوضع ظهرَمختلفاً بشكل جذري في قمة فيلنيوس، بعد مرور 500 يوم على اندلاع الحرب، استعاد الحلف الغربي “شبابه” وأطلق مرحلة توسع جديدة.
وعززت واشنطن حضورها في القارة الأوروبية، فيما بدت أوروبا أكثر تماسكاً حتى وهي منقسمة على آليات التعامل اللاحق مع طموحات الكرملين، والإنفاق العسكري لمعسكر “أعداء روسيا” وصل إلى معدلات غير مسبوقة.