قال المؤلف المصري عمرو محمود ياسين: إن مسلسل “الفريدو” الذي انتهى عرضه قبل يومين، مُستلهم من كتاب “55 مشكلة حب” للكاتب الراحل الدكتور مصطفى محمود، وهو لا يتضمن قصصًا، بل رسائل لقراء في مشكلات الحب.
أكد أن نهاية الحلقات طبيعية وليست حزينة، موضحًا: “أعدّها نهاية سعيدة تمثلت في تحويل بيت بطلة الحلقات ثريا، إلى دار لرعاية مرضى ألزهايمر”.
كما أوضح في تصريحاته أنه وفريق عمل اتطلعوا على دراسات عديدة عن المرض، وأن لكل منهم تجارب شخصية مع المرض استفادوا بها في كتابة الحلقات.
وشهدت آخر حلقات مسلسل “الفريدو” الذي عُرض عبر منصة “شاهد” وقناة “On”، نهاية حزينة بوفاة بطلته ثريا مريضة ألزهايمر، التي جسدت شخصيتها الفنانة إلهام شاهين، مما جعل متابعين يؤكدون عبر مواقع التواصل الاجتماعي تأثرهم بهذه النهاية، بينما رأى آخرون أنها نهاية واقعية مع تفاقم حدّة المرض.
تفاصيل مسلسل “الفريدو”
دارت أحداث المسلسل في 10 حلقات؛ حيث تناول قصة ثريا المُعلمة في إحدى المدارس، التي تتولى تربية أولاد شقيقها بعد وفاة والديهم، مضحية بحياتها الخاصة لأجلهم، وحين تظهر عليها أعراض إصابتها بمرض فقدان الذاكرة يعود فريد نجل شقيقها من إيطاليا لرعايتها، يؤدي دوره أحمد فهمي مطرب فرقة “واما”، ويواجه جحود أشقائه،
أبطال مسلسل “الفريدو”
المسلسل من بطولة الفنانة إلهام شاهين والفنان أحمد فهمي كما شارك في بطولة الحلقات ندى موسى، وأمير شاهين، وعابد عنان، وإنجي كيوان، وياسمين بن داود، وعمر شرقي، والعمل من إخراج عصام نصار.
قال عمرو محمود ياسين: أن “المسلسل يحكي حالة مريضة بألزهايمر منذ البدايات الأولى لإصابتها وخلال مراحل تطوره، وينتهي بموت المصاب به، وقد يموت أيضًا نتيجة مرض آخر من تداعيات ألزهايمر، ورغبت أن تنتهي الأحداث بفكرة تحويل بيتها ليكون دارًا لاستقبال مرضى ألزهايمر، لما في ذلك من رسالة طيبة للمجتمع ودعوة للاهتمام بكبار السن ومصابي هذا المرض”.
وفي مدى خضوع السيناريو لمراجعة طبية قال ياسين: “مواقف المرض مبنية على مجهوداتنا، الفريق عمل في البحث عن علامات المرض وحالاته، وهذه متوفرة على مواقع الإنترنت ذات المصداقية العلمية، إضافة إلى أن كلاً منّا مر بتجارب في حياته مع مرضى مثلهم، وهناك أمور كثيرة تجعلنا على دراية ومعرفة بذلك، وقد أطلعنا عليها قبل الخوض في كتابة السيناريو”.
بينما تطرقت الحلقات لقصص طغت على أزمة البطلة، لكن ياسين أكد أنه لم يكتب المسلسل عن مرض ألزهايمر قدر تناوله للعلاقات العائلية، موضحاً: “أردت أن أفتح نافذة على أسرة مصرية، وهذا تنوع في الدراما وخطوط أخرى حتى لا يفقد المشاهد شغفه بالعمل، فقدمنا نموذجًا لشاب مصري مثل فريد، طبيب لكنه لحق حلمه بالعمل طباخًا، ونجح في إيطاليا ومن ثَمّ ترك ما حققه لشعوره بأن عمته تحتاجه، وكيف تعامل مع إخوته وحبيبته، هذا نموذج مضيء لا بدّ أن نقدمه للمشاهد، أما شخصية ثريا فلا يمكن أن نذهب بها لأكثر من ذلك، لأنها لا تتحدث طوال الوقت بشكل منطقي”.
لفت ياسين إلى أن كتاب “55 مشكلة حب”، الذي اُستلهم منه المسلسل عبارة عن مجموعة رسائل أرسلها قراء للكاتب الراحل مصطفى محمود، عن هجر الحبيبة، أو عدم بر الأبناء، مشيراً إلى أنه لا وجود لقصة فيها مضمون مسلسل “الفريدو”، فيما تصور بعض المتابعين أنها رواية.
وأعرب ياسين عن سعادته برد فعل المشاهدين وحالة الاحتفاء الكبيرة بالمسلسل على مواقع التواصل الاجتماعي، منوهاً بأن “العمل الناجح من السهل اكتشافه”.
بدأ ياسين مشواره ممثلاً، لكن الكتابة استحوذت عليه، وهو يتطلع للعودة إلى التمثيل مجددًا حسب ما يؤكد: “مسؤولية الكاتب رهيبة، تبدأ من كل حرف يكتبه، بيد أن الممثل مسؤول عن أدائه واختياراته فقط. وقد تفرّغت للكتابة بسبب هذه المسؤولية، لكنّي أشعر بوحشة للتمثيل الذي أحبه، وحين يستهويني دور لن أتردد في تقديمه”.
كشف ياسين أيضًا أن الطريق لم يكن ممهدًا أمامه ک كاتبًا، وأضاف: “سعيت للكتابة منذ أكثر من 20 عامًا، لكنّي لم أجد فرصتي، وهناك مشروع قدمته لفنان كبير، وسرقت الفكرة وظهرت باسم آخر، مما جعلني أبتعد، وفي عام 2015 قررت أن أكتب، لأنني أخذت الكتابة عن أمي وأبي الذي كتب مسلسل “رياح الشرق”، وله أعمال عديدة كتبها من دون أن ينشر اسمه عليها، وكان أبي سعيدًا باتجاهي للكتابة التي كان يراها أساس نجاح العمل الفني”.