رئيس التحرير

يسري ابو غازي

رئيس مجلس الادارة

صفاء سمير
أخبار عاجلة

سر الرقم 10 بالمونديال

بحلول مارس 1827 رحل الموسيقار الأسطوري لودفيغ فان بيتهوفن دون أن يُكمل سيمفونيته العاشرة، حيث كان كل ما ترك منها هو “نوتات” مرسومة بخط اليد، وحتما كانت لتوصف بأنها أكثر عبقرية من السيمفونية التاسعة التي وضعت المبادئ الأساسية للموسيقى الكلاسيكية.

رغم أن الذكاء الاصطناعي قدم لعشاق الموسيقى صورة على السيمفونية العاشرة لـ بيتهوفن بناءً على ما تركه منها، إلا أن من أكملها حقيقة لم يُكملها بـ بيانو و”كمان”، بل بـ كرة، فما كان على أي “موسيقار” في عالم الساحرة المستديرة إلا أن يرتدي الرقم 10، ليس تيمنا بسيمفونية بيتهوفن، ولكن كإشارة جاءت صدفة لتؤكد أن من سيحمل هذا الرقم سيقدم لمحات ممتعة تماما مثلما تفعل الموسيقى.

في مونديال 1958 أرسل المنتخب البرازيلي قائمة اللاعبين دون تحديد أرقامهم سهوا، فما كان على مندوب “الفيفا” إلا أن يحدد الأرقام عشوائيا لتفادي تضييع الوقت، وبالصدفة كان الرقم 10 من نصيب صاحب الـ17 عاما، ليصبح بعد ذلك وبكل بساطة رقما أسطوريا.

لم يلعب “بيليه” أول مبارتين في أول مونديال، وفي المباراة الثالثة أبدع أمام الإتحاد السوفييتي وقدم تمريرة حاسمة، قبل أن يُظهر للعالم معدنه النفيس بتسجيل الهدف الوحيد أمام ويلز في ربع النهائي، ثم الهاتريك أمام فرنسا في نصف النهائي وبعدها ثنائية أمام السويد في النهائي، وإثر خيبة الأمل “الشخصية” بسبب الإصابة في مونديال 1962 ثم الخروج من أول دور في مونديال إنجلترا، عاد الجوهرة السوداء ليبصم في مونديال 1970 على واحد من أروع المستويات الفردية في بطولة واحدة، وقتها سجل 4 أهداف أبرزها هدف النهائي أمام إيطاليا بجانب 6 تمريرات حاسمة، وإلى اليوم يُعتبر “الملك” اللاعب_الوحيد الذي قدم 10 تمريرات حاسمة في نهائيات كأس_العالم، فأي تقدير يقدم لهذا الرقم أكثر مما قدمه صاحبه البرازيلي؟

رغم أن ما قدمه بيلي كان خرافيا فعلا في آخر مونديال، إلا أن نسخة دييغو أرماندو مارادونا في مونديال 1986 لا يُمكن أن تتكرر بسهولة، فهذا العبقري حمل “التانغو” على ظهره بأداء خرافي، والبداية كانت بـ 3 تمريرات حاسمة أمام كوريا لتنتهي المباراة بنتيجة 3-1. بعدها سجل دييغو هدفا أمام إيطاليا ثم قدم أسيست أمام بلغاريا لتتصدر الأرجنتين ويبدأ المهرجان الحقيقي.

يقول الصحفي الأرجنتيني “دانييل أركوتشي” أن مارادونا لعب أفضل مباريات المونديالية أمام الأوروغواي التي انتهت بهدف نظيف للأرجنتين في ثمن النهائي، رغم أنه لم يسجل ولم يقدم تمريرة حاسمة، وفي ربع النهائي أمام إنجلترا وبعد هدف “اليد” الشهير، سجل دييغو هدفا أسطوريا هو الأفضل حتما في تاريخ المسابقة، قبل أن يُبهر أمام بلجيكا بهدفين آخرين في لقاء انتهى 2-0، وفي النهائي وأمام رقابة الألمان اللصيقة، انتظر دييغو إلى غاية الدقيقة 84، أي ثلاث دقائق بعد تعادل الألمان، ليُقدم وببراعة تمريرة “اللقب” لـ بروتشاغا وينتهي اللقاء بتتويج “التانغو” بنتيجة 3–2.

يكفي أن نذكر مستوى زيدان وتأثيره في نهائي مونديال 1998 أو تأثير غيابه للإصابة في مونديال 2002 لندرك وزنه بالنسبة للمنتخب الفرنسي، إلا أن زيزو أبى إلا أن يُودع ملاعب الساحرة المستديرة بواحد من أفضل المستويات الفردية في تاريخ كأس العالم، ففي مونديال 2006 وعكس البداية الصعبة في دور المجموعات، أخرج زيزو أفضل ما فيه في الأدوار الإقصائية ثم أنهى مسيرته بطريقة دراماتيكية.

قبل ثمن النهائي أمام إسبانيا كتبت “Marca”: “سنرغم زيدان على الاعتزال بعد نتف ريشه”، وما كان على العجوز كما وصفوه إلا أن كسر قرون الثيران عندما كانت النتيجة 1-1 بأسيست الهدف الثاني لـ فييرا ثم بهدف ثالث قاتل، ليُكمل المسيرة بمباراة أسطورية في ربع النهائي والتي قد تكون الأفضل فرديا في تاريخ المسابقة من حيث الأداء. يومها حوّل زيدان نجوم البرازيل إلى دمى عاجزة أمام إبداعاته، وبـ أسيست لـ هنري قاد “الديكة” إلى نصف النهائي وصرح “لا يزال هناك جسمان”، في إشارة إلى أنه يمتلك جسمين أخيرين لكرة القدم، واحد لنصف النهائي وآخر للنهائي، وفعلا سجل الهدف الوحيد في النصف أمام البرتغال ثم “بانينكا” في النهائي أمام إيطاليا وبقية القصة معروفة.

ويكمل كلا من ليونيل ميسي حكاية الرقم ١٠ محققا ارقاما يعجز الكسير عن تحقيقها الي ان اتي موسيقار جديد يحمل ايضا الرقم ١٠ هو كيليان امبابي

شاهد أيضاً

تركيا نقطة ضعف رونالدو الدولية

رغم التاريخ الطويل الذي يمتلكه النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو على المستوى الدولي، إلا أنه لم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *