نقلت صحيفة “الجارديان” البريطانية عن تقرير صادر عن إحدى المؤسسات الفكرية الكبيرة، أن ثقة الجمهور البريطاني تراجعت في النظام السياسي بشكل كبير منذ الوباء “كورونا” ، وربطت السبب بالفضائح السياسية الأخيرة، وعلى رأسها حفلات الإغلاق فى مقار حكومية.
ورصد التقرير أن 6% فقط من الجمهور لديهم ثقة كاملة في النظام السياسي الحالي، بينما يؤيد 89% الإصلاح الدستوري.
ويقع الإهتمام بالاستطلاع الذي شمل 8000 شخص، والذي أجرته مؤسسة “فوكال داتا” لصالح معهد أبحاث السياسة العامة، على نقطة مهمة جدًا، وهي أن دعم الإصلاح الديمقراطي هو الأقوى في المناطق الصناعية السابقة في المملكة المتحدة ، بما في ذلك دوائر “الجدار الأحمر”، وهى دوائر المحافظين.
ووفقًا لنسب البيانات، فإنه اكثر من 90% من الأشخاص في دائرة بيرنلي، التي كانت تقليديا تميل للتصويت للعمال، يؤيدون الإصلاح الديمقراطي والدستوري.
وقال هاري كويلتر بينر ، مدير البحث والمشاركة في المعهد الدولي للحد من الفقر ، وأحد مؤلفي التقرير في تصريحات سابقة له : “لا يزال الناس يؤيدون كثيرًا الديمقراطية باعتبارها أفضل شكل من أشكال الحكومة ، لكنهم يجدونها عمليًا مفقودة. وجدوا أن سياستنا في الأساس فشلت في الالتزام بتلك المبادئ [الديمقراطية].
وأضاف “الثقة في السياسة منخفضة وتراجعت بشكل كبير منذ وباء كورونا ، ربما نتيجة لبعض الفضائح السياسية المستمرة التي رأيناها . يشعر الناس أن السياسة والبرلمان يفشلون في تمثيلهم بشكل صحيح والوفاء بالوعود التي قطعها السياسيون في وقت الانتخابات “.
وقد أشار الاستطلاع إلى أن واحدًا فقط من كل ثلاثة يثق في البرلمان لأداء وظيفته الأساسية المتمثلة في العمل بما يخدم مصالح الناخبين في جميع أنحاء المملكة المتحدة ، وبالتالي تدعم الأغلبية الساحقة الإصلاح.
ومن ضمن الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع ، قال 31% أن النظام الحالي بحاجة إلى إصلاح “كامل” ، وأيد 26% الإصلاح “إلى حد كبير” ، بينما فضل 32% إصلاح “جزئي”. وقال 6% فقط من 8000 شخص شملهم الاستطلاع إن النظام لا يحتاج إلى تغيير.
ومن ناحية أشمل وأعم، أظهر المسح أن الأشخاص الذين يعيشون في شمال إنجلترا أو في جنوب ويلز هم الأكثر ميلًا لدعم التغيير، مع تفشى مشاعر عدم الثقة في النظام الحالي بين ذوي الدخل المنخفض أو ذوي المؤهلات التعليمية الأقل.