كتب/ السيد نصر الدين
سيطر الوضع الأمني في الكونغو الديمقراطية على قمة استثنائية لرؤساء دول وسط أفريقيا وشرقها استضافتها بوروندي، امس السبت.
ويأتي هذا الاجتماع الذي تنظّمه مجموعة شرق أفريقيا التي تضم 7 دول، بالتزامن مع تصاعد أعمال العنف في شرق الكونغو الديمقراطية، الواقعة في وسط أفريقيا.
وقال الرئيس البوروندي إيفاريست نداييشيمي، وهو الرئيس الحالي لمجموعة شرق أفريقيا في تغريدة، إن الهدف من القمة هو “التوصل إلى قرارات ستحسّن الوضع الأمني وتسهّل تحقيق السلام في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية”.
وفي إقليم شمال كيفو سيطرت حركة “إم23” المتمردة التي تتهم كينشاسا رواندا بدعمها، على مناطق شاسعة غنية بالمعادن وتواصل التقدّم رغم خريطة طريق من أجل إرساء السلام وُضعت في لواندا في أنغولا في يوليو/تموز الماضي.
وقالت الرئاسة الكونغولية، السبت، إن “المحادثات يجب أن تركّز على تقييم خارطة طريق لواندا التي تفرض الانسحاب الفعلي والنهائي لقوات “إم23” وقوات الدفاع الرواندية من المناطق المحتلة في 15 يناير/كانون الثاني الماضي.
وأضافت أن قوات “إم23″ الإرهابية لم تغادر يوما هذه المناطق، على العكس فإن إم23 وحلفاءها وسّعوا مناطق احتلالهم.
ويشارك في القمة التي تستضيفها بوروندي كل من الرؤساء الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي والرواندي بول كاغامي والكيني وليام روتو والأوغندي يويري موسيفيني والرئيسة التنزانية سامية صولحو حسن.
وتأتي القمة عقب يومين من زيارة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان لكينشاسا، حيث التقى ضحايا النزاع وندد بـ”الفظائع الوحشية” التي تُرتكب في شرق الكونغو الديمقراطية.
ومنذ عقود، تنشط جماعات مسلحة عديدة في هذه المنطقة الغنية بالمعادن، الكثير منها موروث من حروب بين المناطق اندلعت في تسعينيات القرن الفائت ومطلع الألفية الثالثة.
وسيطر المتمردون في نوفمبر/تشرين الثاني ومعظمهم أفراد من اتنية توتسي ضمن حركة إم23، على أراض قرب غوما، فيما تتهم الكونغو الديمقراطية رواندا بدعمهم، وهو أمر وثّقه خبراء الأمم المتحدة ودول غربية، إلا أن كيغالي تصر على نفي ذلك.
وتأسست مجموعة شرق أفريقيا العام الماضي كقوة سلام عسكرية إقليمية من أجل شرق الكونغو الديمقراطية، ووصل أول عناصرها إلى غوما في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ويُسمح لها باللجوء إلى القوة في مواجهة حركة “إم23” لكنها لن نتفعل ذلك بعد.