خلال عودة انقطاع الكهرباء فى مصر، اشتعل الجدل و السخرية بين الناس و خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، معبرين عن غضبهم و انتقادهم لسوء تعامل الحكومة المصرية مع الأزمة، و ذلك فى ظل معاناة المواطنين من ارتفاع حاد في درجات الحرارة، يقترب من 50 درجة مئوية، حيث اشتكى الكثير من مختلف المحافظات، من الدلتا و الصعيد و القاهرة الكبرى، مع انقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر فى حالة لم تشهدها البلاد منذ أيام الرئيس الراحل محمد مرسى، و عبر البعض عن سوء التغطية الإعلامية فى عهد السيسى خلافا عن مرسى الراحل، حيث استمر انقطاع التيار الكهربائي فى بعض المناطق ل 6 و 4 ساعات، بعضهم متصلة و آخرين فى أوقات منفصلة .
و قد صاحب انقطاع التيار الكهربائي توقف ضخ محطات مياه الشرب بالقاهرة الكبرى، و أيضا مدينة العبور و توقف ضخ المياه ل 6 مدن، كما تسبب الانقطاع فى انخفاض الضغوط فى بعض الأماكن و انقطاع المياه بالادوار العليا في المبانى و العمارات .
جدول تخفيف الأحمال
و قد أعلنت الحكومة ممثلة فى وزارة الكهرباء و الطاقة عن جدول تخفيف الأحمال و قطع الكهرباء فى 24 محافظة مصرية، و جاء الجدول فى 1 أغسطس و أعلن عنه لجميع مناطق الجمهورية و نشره مجلس الوزراء على صفحته الرسمية، تزامنا مع الخطة التى أعلنت عنها سابقا ، لتخفيف الضغط على الشبكة القومية نتيجة زيادة استهلاك الطاقة الكهربائية بشكل كبير مع ارتفاع درجات الحرارة، و انعكس ذلك على استهلاك الغاز و المازوت المشغلين لمحطات الكهرباء .
و أوضحت الوزارة الالتزام بتعليمات مجلس الوزراء فى تخفيف الأحمال وفقا للجدول بالتنسيق مع جميع شركات توزيع الكهرباء و أن البرنامج الزمني لتخفيف الأحمال لن يطول و سيحل سريعا و لن يتجاوز الفصل أكثر من ساعة، و سيتم الفصل بين المناطق بكل حى بالتناوب تيسيرا على المواطنين، و أكدت الوزارة على الاتفاق حول توريد شحنات إضافية من المازوت للمحطات، مما ينعكس إيجابيا على تراجع مدد تخفيف الأحمال و حل مشكلة انقطاع التيار الكهربائي، حيث وفرت وزارة الكهرباء مليارى جنيه لهيئة البترول الاسبوع الماضي من حصص شركات توزيع الكهرباء التى توردها الشركة القابضة للكهرباء .
موعد انتهاء انقطاع الكهرباء
و قد أكد رئيس الوزراء، مصطفى مدبولى، على استمرار تخفيف الأحمال حتى منتصف الاسبوع القادم، و نصح الجميع بضرورة ترشيد استهلاك الكهرباء بوجه عام و تخفيض إنارة الشوارع و الميادين العامة و المحاور الرئيسية، و تابع مدبولى أن أزمة انقطاع التيار الحالية مؤقتة و لكنها ضرورية بسبب نقص الوقود و لا يمكن مقارنتها بأزمة الانقطاع الواقعة فى 2014، و قد وضعت بعض القوانين و الإرشادات بخصوص المحلات و المساجد و الكنائس و قاعات الأفراح و غيرها .
و وفقا للبيانات المعلنة من وزارة الكهرباء، قد حدث تزايد الأحمال الكهربائية ليصل لأول مرة إلى أقصى استهلاك خلال الأعوام السابقة 34650 ميجاوات و هذا نادر منذ الأعوام الماضية، و أوضحت الوزارة أن هناك استراتيجية لزيادة مساهمة الطاقة المتجددة مع الطاقة الكهربائية لتوزيع مصادر إنتاج الطاقة و الاستفادة من ثروات مصر، حيث يصل المزيج بين الطاقتين إلى 42% بحلول 2035 و يستهدف الوصول إليه بحلول 2030 .
و ذكر مصدر مسؤؤل بوزارة الكهرباء، أن الأزمة بدأت منذ شهرين، و السبب الرئيسى يرجع لتراجع إنتاج الغاز من الحقول، و خاصة حقل ظهر، الذى يعد أكبر حقول الغاز بمصر، و منح الغاز المستخرج حاليا أولوية التصدير إلى الخارج لجلب العملة الصعبة نظرا لقلة الموارد الدولارية و سوء الأوضاع المعيشية الآن فى مصر، و توقع استمرار الأزمة ل 6 أشهر أيضا، خاصة مع دخول عدد كبير من المحطات الكهربائية للصيانة .
جهود الدولة لحل الأزمة
و قال الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، إن الوزارة تعمل بكل تفان لتحسين الوضع المؤقت و ملتزمة بإعادة الكهرباء فى أقرب وقت، كما أننا نواصل استهلاك الكهرباء لضمان عودة سلسة مستمرة لتزويد المواطنين بالكهرباء بشكل طبيعى .