العدسة نيوز
مقالات مشابهة
بدأ العمل بالتقويم الهجرى قبل 1445 عاماً من اليوم، لم تكن قريشاً تعلم ببعثة النبى ﷺ، وبعد أن علم كفار مكة بنبأ الرسالة، جعلوا كافة إمكانياتهم الإقتصادية والإجتماعية فى خدمة القضاء على الدعوة الإسلامية والحد من إنتشارها بكافة السبل وبكل قوة، حينها بدأ المسلمون يعانون فى كافة شئون حياتهم شتى الوان العذاب، بل وصل الحد لمقاطعة كل من أنتسب إلى هذا الذين بكل طريق، فلن تكن قريشاً تبيع او تشتري مع أياً من المسلمين فى أى شئ حتى الطعام والزواج، وقد كتبت معاهدة وأتفاق بين كافة القبائل فى مكة وما يجاورها على تلك المقاطعة.
وضاق الحال بالنبى والذين معه فبرغم ضيق العيش فى مكة والتهديد المستمر للمسلمين طوال الوقت، تسلطت قريش على ضعفاء المسلمين من العبيد والإماء وقامو بتعذيبهم حتى الموت، حتى رأى النبى أنه لايوجد طريقا للنجاة من هذا الضنك إلا الهجرة إلى مكاناً أكثر أماناً.
جاء الأمر إلى النبى ﷺ بالهجرة وتجهز المسلمون لتلك الرحلة التى لا يعلمون حينها إذا كانت لهجرتهم عودة مرة أخرى أم لا، ولكن فرو بدينهم من بطش قريش وكفارها، تاركين خلفهم أموالهم ومساكنهم، فر كلا منهم بنفسه ودينه.
وفى تلك اللحظات كانت قريشاً تعقد إجتماعاً طارئا لوضع خطة محكمة للقضاء على هذا الدين وذلك بالقضاء على النبى ﷺ، وقد خرجو من هذا الجمع بالإتفاق على قتل نبى الإسلام وأختارو من كل قبيلة شاباً من أقوى فرسانها وأمهرهم إستخداما للسيف لقتل النبى ﷺ حتى لا يستطيع بنو هاشم الأخذ بثأرهم وقبولهم الديه، وبذلك ينتهى أمر الدعوة للأبد من وجهه نظرهم.
وعلم النبى ﷺمن ربه بتدبير المشركين ومايكيدونه له، ولكنه يعلم بأن الله حافظه وان هذا الدين ظاهر لامحاله، وهاجر مع صاحبه الصديق، فى رحلة طويلة إلى “يثرب” “المدينة المنورة”، وبدأت هناك تأسيس للدولة الإسلامية التى تعيش إلى يومنا هذا.
جديراً بالذكر قد بدأ العمل بالتقويم الهجرى، عندما خاطب “أبو موسى الاشعري” الخليفة العادل “عمر بن الخطاب” عن إيجاد طريقة لحساب السنين، وتشاور “الخطاب” رضى الله عنه، مع صحابة رسول الله ﷺ، وقد أقر أن يبدأ العمل بالتقويم الهجرى من تاريخ الهجرة النبوية من مكة للمدينة، ورغم أن الهجرة حدثت فى شهر “صفر” إلا أن التقويم الهجرى بدأ بشهر محرم لما له من حرمه لدى العرب حتى قبل الإسلام.
