اكتشف فريق من علماء الآثار من المتحف الأثري الوطني البلغاري تمثالًا ضخمًا للمعبود اليوناني هيرميس محفوظًا بشكل استثنائي في مجاري الصرف الصحي الروماني بمدينة هيراكليا سينتيكا القديمة. تأسست هذه المدينة على يد فيليب الثاني المقدوني بين عامي 356 و339 قبل الميلاد في منطقة بيرين مقدونيا في جنوب غرب بلغاريا. فما هي قصة هيرميس وسر وضعه في المجاري؟ إليك الحكاية:
قصة أصل هيرميس
هيرميس هو ابن زيوس، ملك الآلهة، ومايا، إحدى آلهة الثريا. وُلد في كهف على جبل سيلين، وأظهر مواهب غير عادية منذ طفولته، منها اختراع القيثارة باستخدام قوقعة السلحفاة وأوتار مصنوعة من أمعاء الحيوانات. اشتهر هيرميس بحركاته السريعة وقدرته على التنقل بين العوالم المختلفة، ما جعله رسول الآلهة المسؤول عن إيصال الرسائل والمراسيم الهامة من جبل أوليمبوس إلى العالم الفاني.
رموز هيرميس
يرتبط هيرميس بعدة رموز قوية تمثل أدواره وصفاته المختلفة، منها الصولجان (عصا متشابكة مع ثعبان) والصنادل المجنحة المعروفة باسم تالاريا. يرمز الصولجان إلى دوره كمعبود المسافرين، بينما تمنح الصنادل المجنحة هيرميس سرعة وخفة حركة لا تصدق، مما سمح له باجتياز مسافات كبيرة في غمضة عين.
هيرميس كمعبود التجارة والثروة
عرف هيرميس بدهائه وطبيعته الماكرة، وكان يعتبر المعبود الراعي للتجار والعاملين في المساعي التجارية. كان التجار يستشهدون بحضوره أثناء المعاملات التجارية والرحلات لطلب مباركته لتحقيق النجاح والازدهار المالي.
سر وضع التمثال في مجاري الصرف
أدى زلزال ضرب مدينة هيراكليا سينتيكا القديمة في عام 425م إلى تدميرها بشكل كبير، مما تسبب في انهيار الكنيسة المدنية ومعظم البنية التحتية. تدهورت المدينة بسرعة وهُجرت في الغالب بحلول عام 500م. في عام 2002، تم التعرف على آثار المدينة بعد اكتشاف نقش لاتيني يوثق المراسلات بين الإمبراطور جاليريوس والقيصر ماكسيمينوس الثاني.
كشفت الحفريات الأخيرة عن تمثال رخامي محفوظ جيدًا في نظام الصرف الصحي الروماني، ويبلغ ارتفاعه أكثر من مترين. يعتقد الباحثون أن التمثال قد وُضع في المجاري في وقت قريب من الزلزال الكبير، ربما للحفاظ على أحد آلهتهم القديمة أو كرفض رمزي للمعتقدات الوثنية في ظل انتشار المسيحية.