الحكم الدولي السابق ياسر عبدالرؤوف يكشف ل “العدسة نيوز” كواليس الشجار الذي حدث في اتحاد الكرة المصري الأربعاء الماضي، ويبدي موقفه من الإنضمام للجنة بيريرا إذا طُلب منه، ويوضح أهم النقاط التي يعاني بسببها الحكام في مصر، ويرشح 7 حكام لإدارة القمة.
بعد رحيل كلاتنبرج وتعيين البرتغالي فيتور بيريرا كرئيس للجنة الحكام ما الذي اضافه البرتغالي للتحكيم المصري؟
لم يقدم أي إضافة تُذكر وظل الوضع كسابقه، وكنت اتمني التعلم من هذة التجربة، ومعرفة أن التجارب الأجنبية لن تضيف شيئاً للكرة المصرية.
وكنت أتمني تعيين رئيس لجنة حكام مصري لأنه يعلم المشاكل التي تواجه الحكام في مصر، وبالتالي سيتوصل لحلول لها.
لكنني لا أعتراض علي وجود “خبير حقيقي أجنبي” تكون مهامه فنية فقط، كإعطاء محاضرات للحكام، ومعالجة سلبيات فنية علي أرض الملعب، وليس كرئيس للجنة الحكام.
ما رأيك في تجربة الVAR في مصر وهل تُدار بالشكل الصحيح؟
لا نستطيع أن نتحدث عن كونها تعمل بشكل صحيح أو غير صحيح جزماً، في العام 2019 اتُخذت خطوة مهمة لتدريب الحكام علي تقنية الفيديو، وكان يجب بعد هذة الخطوة، اتخاذ العديد من الخطوات الأخرى لتخرج التجربة بالشكل الأمثل ولكن لم يحدث ذلك علي أرض الواقع.
ومن ضمن هذة الخطوات بعضها المسؤول عنها لجنة الحكام والبعض الأخر المسؤول عنها الشركة المنوطة بتوفير التقنية وتشغيلها.
الخطوات المسؤول عنها لجنة الحكام وهي التدريب المستمر للحكام لتحسين الأداء، علاج الأخطاء باستمرار، إضافة حكام جدد يمتلكون رخص تحكيمية بشكل مستمر.
النقاط المسؤول عنها الشركة المنوطة بتوفير التقنية وتشغيلها وهي الإلتزام بالعقود الموقعة مع اتحاد الكرة، الأدوات والشاشات المساعدة تكون موجودة بأستمرار، الصيانة الدورية للتقنية، النقل التلفزيوني يجب أن يكون بجودة أفضل من الموجودة حالياً لمساعدة الحكام علي إتخاذ القرار الصحيح، المسؤول عن التحكم في غرفة الVAR يجب أن تكون لديه القدرة والكفاءة والخبرة اللازمة للقيام بدوره.
وشئ أخر تدريب الحكام علي الVAR حالياً يتم بشكل نظري، لذلك يجب أن تنتهي هذة الظاهرة بشكل نهائي.
ما سبب المشاجرة التي حدثت داخل مقر الجبلاية والتي وصلت لحد المشاجرة بالأيدي؟
وضع البرتغالي فيتور بيريرا رئيس لجنة الحكام الحالي باتحاد الكرة لائحة ووضع بها تصنيف الحكام، ولم يخبر الحكام بالأسس التي وضع عليها هذا التصنيف أو معاييره، وظل الحكام يتساءلون ويسألون عن المعايير التي وضع عليها التصنيف، ولكن لم يرد عليهم أحد من لجنة الحكام بالاتحاد المصري بإجابة شافية ووافية.
مما أدي إلي حدوث ما رأيناه والذي وصل لحد المشاجرات بالأيدي، وقد أخبرني بعض المستقيلين من لجنة بيريرا بأن التصنيف غير عادل بالفعل.
ولكن مع ذلك أنا أرفض ما حدث من مشاجرات الإربعاء الماضي داخل مقر الجبلاية، ولم أكن أتمني حدوثه.
لو طُلب منك التواجد في لجنة الحكام برئاسة بيريرا حالياً هل ستوافق؟
لا بالتأكيد، إذا تواجدت في لجنة الحكام لن أكون عضواً سواء في فترة بيريرا او ما بعد بيريرا، فمرحلة العضوية مضي عليها الزمن بالنسبة لي، ولن أقبل إلا أن أكون رقم واحد “رئيس للجنة الحكام “.
ما هي أهم المعوقات التي تواجه الحكام في مصر؟
معوقات لا تعد ولا تحصي أولها كما تعرف المستحقات المالية وعدم صرفها، عدم صرف ملابس خاصة بهم، الحماية من الأندية والإعلام فالحكام يهاجمون علي مدار الساعة، والحماية أيضاً من رؤساء الأندية والإعلام.
يجب أن توجد لوائح لحساب من يقوم بالتعدي علي الحكام وتحديد حسابه وفقاً للائحة، لأنه إذا كانت موجودة الان بالفعل، فهي لا تطبق.
لا توجد أماكن مخصصة لعلاج الحكام، ولا أماكن مخصصة للتدريب، الحكام في مصر يطالبون فقط بأقل القليل، والتي تعد بمثابة حقوق مشروعة لهم.
من المتسبب في تأخر صرف مستحقات الحكام وتجدد المشكلة كل موسم؟
اتحاد الكورة بكل تأكيد، ولحل المشكلة لدي مقترحين، المقترح الأول علي لجنة الحكام أن تستلم مدخراتها المالية قبل بداية الموسم مثلما يقوم اتحاد الكورة بتسلمها من الأندية، وبذلك تستطيع لجنة الحكام صرف المستحقات دون حدوث أزمة.
المقترح الثاني والذي أفضله، أن يكون صرف المستحقات من الملعب بشكل مباشر من الأندية.
ما مقترحاتك لتطوير التحكيم في مصر؟
بداية طريق الإصلاح هو الإعتراف بالسلبيات، فعلي اتحاد الكرة والحكام ثم يليهم رؤساء الأندية الإعتراف بالسلبيات الموجودة عند كلً منهم، لنبدأ أولي مراحل العلاج.
إعطاء الحكام كامل حقوقهم الأساسية، لبداية التطوير، أما من يتحدث عن التطوير في الوضع الحالي فهو واهم، ويبقا بنضحك علي بعض.
وكما ذكرنا فالحكام لا يريدون سوي مستحقاتهم وملابس وأدوات العمل والملاعب والحماية.
أما من يطالب بتطوير الأداء الفني للحكام، قبل تطوير وتهيئة أداءهم النفسي، وتوفير متطالبتهم الشخصية، فهو كمن يطالب طالب الثانوية العامة بالدخول لكلية الطب، وهو مش موفرله ولا مدرسين ولا مدرسة ولا مكان يذاكر فيه، إذا حدث وتفوق الطالب في هذا المناخ فهذا سيكون اجتهاد الطالب وتوفيق ربنا ليس إلا، هكذا حال الحكام في مصر كمثل هذا الطالب.
هل توافق علي تولي الحكام الشباب مباريات يكون أحد طرفيها نادي من الأندية الشعبية؟
لا مانع لحدوث ذلك ولكن يجب أن يتم بنمط معين وبالتدريج، ففي بداية مسيرة كل حكم يتولى مباريات أقل شعبية وجماهيرية، ثم يتولى بعدها مباريات أكثر فأكثر جماهيرية، حتي يكون بعد ذلك مهيئاً ومستعداً لإدارة المباريات التي يكون أحد طرفيها نادي من الأندية الجماهيرية.
فمسيرة الحكم في الملاعب عبارة عن خبرات متراكمة، وجميع الحكام مروا بهذة المراحل.
ياسر عبدالرؤوف الخبير التحكيمي بقناة الزمالك كيف يحكم علي الكثير من أهداف الزمالك بأنها غير صحيحة من داخل قناة النادي كما رأينا الموسمين الماضيين؟
نعم عندما يكون الهدف غير صحيح من وجهة نظري، أقول الحقيقة وما يميله علي ضميري، فعملي بقناة الزمالك شيء، والحكم علي الحالات التحكيمة وأهداف الفريق الأبيض والفرق المنافسة شيء أخر.
أنا أقوم بعملي علي الوجة الصحيح اتقاء مرضاة الله، فأحترامك لنفسك وضميرك واحترامك للناس شيء مهم عند الحكم علي الحالات التحكيمية.
والشئ بالشئ يُذكر، فأنا قد عملت من قبل في قناة الأهلي أيضاً وكنت اعمل بنفس الوضع، ولكني أظن أن الكثيرون لا يعرفون عن فترة عملي تلك، لأنها كانت عقب بعض الأحداث السياسية التي مرت بها البلاد، ولم يكن اهتمام الناس منصباً علي الكرة حينها، عكس الوضع الان.
والطبيعي بالنسبة لي، أنه علي أي حكم في أي مكان، وفي أي قناة ،عدم قول غير الحقيقة وما يميله عليه ضميره.
من تفُضل للقمة بين القطبين حكم مصري أم أجنبي؟
بالتأكيد الحكم المصري لأننا نتحدث عن بطولة مصرية، وفريقان مصريان، فمن الطبيعي أن يكون الحكم مصري ، البعض يتحدث عن قلة مستوي الحكام وما إلي ذلك، لكن ماذا لو عكسنا المعادلة وكان القطبان يمران بحالة فنية سيئة، هل القمة لن تلعب بسبب مستواهم الفني السيئ مثلاً !.
مستوي التحكيم حالياً في مصر، هو نفس مستوي جميع مكونات المنظومة الكروية، نحن في مركب واحد ولا يوجد أحد أفضل من الأخر.
معظم دوريات العالم المحترمة لا تري بها حكام أجانب، فنحن لا نري مثلا حكم إسباني فالدوري الإيطالي، ولا حكم ألماني في الدوري الفرنسي والعكس، هذا الكلام يحدث عندنا فقط، لأننا نخاطب العقول العربية، فبنحاول نضحك عليهم بالحكم الأجنبي بمبدأ ” لا يعرفكم ولا يعرفنا”، علشان التصور عند البعض أن الحكم دا أهلاوي والتاني زملكاوي ودا هلالي ودا نصراوي.
الناس إذا أخطأ الحكم الأجنبي، يعترفون أنه أخطأ، أما إذا أخطأ الحكم المصري يتحدثون عن مناصرته لأحد القطبين فوراً، وأنا أري أن الحكام المصريين نجحوا خلال الفترة الأخيرة في قيادة القمة بشكل جيد وأتمني استمراهم.
من الحكام القادرين علي إدارة مباراة القمة في مصر؟
ال7 حكام الدوليين المصريين الموجودين علي الساحة حالياً أراهم قادرين علي إدارة القمة.وضمت قائمة الحكام الدوليين في مصر لعام 2023: حكام الساحة: محمد عادل – محمود ناجي – إبراهيم نور الدين – محمود البنا – أحمد الغندور – محمد معروف – أمين عمر.
مطلب من ياسر عبدالرؤوف للمسؤولين عن الكرة المصرية
وختاماً أنا أطالب بوجود نص في لائحة اتحاد الكرة المصري ينص علي أن يكون رئيس لجنة الحكام مصري الجنسية، فمثلاً اللائحة في المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات تنص علي أن يتولى رئاسة لجنة الحكام، حكم من أهل البلد، وبجانب ذلك يستقدمون خبراء أجانب يديرون، وهذا موضوع أخر.
فالكابتن عصام عبدالفتاح يعمل حالياً كمدير للجنة الحكام بدولة الإمارات وليس كرئيس، لأن رئيس اللجنة يكون من البلد، وهذا الشكل الصحيح الذي أتمني رأيته في مصر، إذا تم الإستعانة بخبراء تحكيم أجانب.فرئيس لجنة الحكم يجب أن يكون رجل وطني، من أهل البلد، اعتباراً لأهمية المنصب والمكان.