هم نهضوا ولملموا الجراح بعد زحف التتار، وبعد أن احمرّت مياه الأنهار دماء، فكيف لهم أن لا ينهضوا بعد زحف تتار العصر الحديث.
مالي أراك مُتعجّبا باهتا أمام حفل افتتاح خليجي 25!.. لا تتعجّب يا هذا فقد عادت المياه إلى مجاريها، والحياة دبّت من جديد في بلد النهرين، بعد أن اعتقد أحدهم أن المنابع قد جفّت وأنّ الهويّة قد طُمست.
العراقي لا يُطمس ومن امتدّت جذوره إلى أبعد الأبعدين، فإنّ قطع أغصانه لن يثنيه عن الظهور من جديد.
شمس العراق تشرق من جديد، وفي الحقيقة، فهي ما غابت ولن يستطيع أحد تغييبها، بل كانت مجرّد سحابة سوداء أطالت المكوث أكثر من اللازم.
خفت عليهم قليلا من أن تخرج الأمور عن السيطرة، لكن إجابة العراقيين كانت سريعة، لا تخف يا رجل، لا يُعجبك في الأيّام إلا دورانها، وفي زمن كان العراق أرض المحافل الكُبرى، كان أحدهم عاجزا عن احتضان دورة بين الأحياء.
هذا ما كان مطلوبا يا عراق، هذا الأصل في الأمور، وما خالف هذا، فهو ضرب من العبث لا مكان له بعد اليوم.
فتتاح كبير لا يليق إلاّ بالكبار.