فى ظل أجواء أداء الطلاب امتحانات الثانوية العامة هذة الأيام، و مع صيحات بعض الطلاب و اعتراضهم على بعض الأسئلة و عدم كفاية الوقت و زيادة المراقبين من توترهم بتذكيرهم بنفاذ الوقت كل فترة قصيرة، و على الجانب الآخر فرح آخرين بمستوى الامتحانات و سهولتها، و إضافة إلى ذلك، اعتراض بعض أولياء الأمور على طريقة التفتيش في المدارس و عدم وجود دور للمدرسة فى التعليم الثانوى و الاعتماد فقط على الطالب و الماديات و الدروس الخصوصية .
و نذكر أن امتحان اللغة العربية، كان صباح الأحد 18 يونيو، حيث أنه أول إمتحان أساسى مضاف للمجموع و قد استمر ٣ ساعات، و قد جاء وفقا لمواصفات معدة من المركز القومى للامتحانات و التقويم التربوى، و عدد الأسئلة 55 : 4 مقالى و 51 اختيار من متعدد، كما أكدت وزارة التربية والتعليم على إتاحة نموذج إجابة للامتحان منعا للتشتت و خوف الطلاب، و تم مراجعته من قبل 10 خبراء متخصصين فى اللغة العربية رشحوا من جانب مستشار المادة .
و من المعروف أنه سيستمر عقد امتحانات الدور الأول بجميع الشعب حتى الخميس 13 يوليو، مع آخر مادة فلسفة و منطق للشعبة الأدبية، أحياء لشعبة علمى علوم، رياضيات بحثة لطلاب علمى رياضة .
و فى هذا السياق، حاورت ( العدسة نيوز )، ربيع جمعة، أستاذ أول لغة عربية بمدرسة( الشهيد / أحمد مسلم ) فى إحدى قرى مغاغة، المنيا، لمعرفة تفاصيل أكثر شمولية و إيضاحا عن أحوال التعليم الثانوى فى مصر .
إلى نص الحوار :
- ما مستوى امتحانى الدين و اللغة العربية ؟ سهل أم صعب ؟
الدين مادة غير مضافة و لكن الطلاب خرجوا منه سعداء، فقد كان سهل و مقارب كثيرا لكتاب المدرسة، فى حين أن امتحان اللغة العربية كان فى مستوى الطالب المتوسط، رغم أن بعض الطلاب صرحوا بأنه كان سهلا، إلا أنه من الطبيعى أن يحتوى على بعض الأسئلة التى تقيس مستويات التفكير بين الطلاب و تفرق بينهم و جاء هذا فى أسئلة النحو، فقد كانت عالية قليلا و لكن الطالب الذكى عوض ذلك بالحل الكثير قبل الامتحان، و برغم طول قطعة القراءة و النصوص إلا أنهما كانا بسيطين سلسين، و هذا العام أكثر تميزا و سهولة من 2021 و 2022، حيث درجة التصحيح أمام كل سؤال، مع وجود طريقة جديدة لتصحيح النماذج المختلفة .
- ما رأيك فى نظام التعليم الحالى، مقارنة بالنظام القديم ( الحفظ ) و النظام الجديد ( الفهم ) ؟ و الأسئلة المقالية و الاختيار من متعدد ؟
نظام التعليم الحالى أفضل و أجمل، حيث لم يعد يقتصر فقط على الحفظ عن ظهر قلب و الذى كان يربك الطالب قديما إذا نسى شىء فى الإمتحان، أما الآن فقد تطور إلى أن أفهم المعلومات و استنتجها، و العيب فى هذا النظام، هو أن أى شىء جديد يطبق فى المجتمع يجب أن يأخذ وقته، فما نحتاج إليه هو الصبر، حيث أننا كل عام نتعود أكثر على الطريقة و نتطور، و إضافة، فإنه من الأفضل أن تعوّد الوزارة الطلبة من بداية الصف الأول و الثاني الثانوى على نظام الحل ( بابل شيت ) و ليس على التابات، فطالب الصف الثالث يدخل العام الجديد بطريقة حل مختلفة، و بعض الطلاب يفقدون درجات كثيرة لعدم قدرتهم على التعامل مع البابل شيت، و عن الأسئلة المقالية و الاختيار من متعدد، فالأفضل أن يكون الإمتحان متكامل من جميع أنواع الأسئلة .
- ما رأيك في اختفاء دور المدرسة فى التعليم الثانوى و الاعتماد الكامل على الدروس الخصوصية و وسائل الإعلام ؟
للأسف المدرسة ترتكب خطأ جسيم فى عدم وجود دورها غير فى الأشياء التنظيمية فقط، فضلا عن عدم وجود منصات جيدة متاحة للطلاب من قبل الوزارة، و لكن من الجيد أن نقول، إن الطالب أصبحت متاحة أمامه فرص جديدة للتعلم لم تكن موجودة من قبل، فيجد الطالب المعلومة فى الدرس و على الإنترنت، و لكن هنا تأتى مشكلة كبيرة، حيث يعتمد الطالب بشكل كبير جدا على الإستماع لكل المصادر فقط فيتشتت، و الأفضل أن يستمع قليلا و يتدرب على الحل أكثر بكثير، فما يسعى له هو تنمية عقله على الاستنتاج بشكل أسرع و لن يأتى هذا سوى بالحل الكثير .
- ما رأيك فى أساليب الطلاب في الغش ؟
الغش هو مرض مجتمعى خطير لن تستطيع الوزارة التصدى له بمفردها، حيث يتمثل فى مجموعة كبيرة ابتداء من الطالب و ولى الأمر و المعلم، فبعضهم يرى أنه حق مكتسب له، و قد زادت أساليب الغش مع تطور وسائل التواصل الاجتماع ( هواتف – سماعات )، فبجانب القوانين والتشريعات، نحتاج لدراسة كبيرة جدا و تكاتف و معالجة و مساعدة علماء النفس و التربية للتقليل من هذة الظاهرة المرضية .
- ما رأيك فى إصرار بعض أولياء الأمور على قرارهم حول دخول أبنائهم كلية طب أو هندسة، و تأثير ذلك على نفسية الطلاب ؟
أولا هذا قضاء و حكمة الله، فطالما ذاكر الطالب باجتهاد يجب أن يسلم أمره لله و على أولياء الأمور اليقين بذلك، فقد يدخل الطالب هندسة او طب و لا ينجح فيها، فالنجاح الحقيقى بعد الدراسة النهائية و قد يدرس الطالب شىء و يعمل بشىء آخر، و لكن رغم كل هذا فإن أولياء الأمور الذين يملكون هذا الفكر لن يغيروه أبدا حتى يروا نجاح الابن فيما بعد، و على الطالب ألا يجعل كل هذا يؤثر عليه، لأنه لن يصل من ذلك إلا إلى الإحباط و الاستسلام .
- هل موضوع الثانوية العامة يستحق كل هذة الضجة أم الأفضل توجيه الإهتمام للجامعات بشكل أكبر؟
بالرغم من أن المرحلة الجامعية و ما بعدها يستحقا الاهتمام أكثر إلا أن الناس تناقش المرحلة الثانوية باعتبارهما المصير الذى يحدد أى الكليات سيدخلها الطالب، و لكن بمجرد انتهاء الثانوية سواء بدخول الطالب الكلية التى رغب بها أو لا فعليه أن يوجه كل فكره للجامعة و يكمل مشواره فى طريقه الجديد، فالمرحلة الجامعية هى البوابة الأساسية لكل طالب، فقط يكتشف طريق أفضل، و كثيرا منا شاهد الطلاب الذين دخلوا كليات مختلفة عما رغبوا و لكن جدوا بها و وصلوا لأعلى المراتب، بل و سمعنا عن أشخاص لم يكملوا تعليمهم الجامعى و مع ذلك هم الأكثر نجاحا اليوم، فالمغزى هو أن يضع هدف و حلم و يسعى للوصول إليه و لا يستسلم إن لم يحققه، بل يجرب حلم و هدف جديد حتى يصل إليه .